منتخبا كرة القدم النسائيان بلجيكا وإسبانيا، بطولة أوروبا للسيدات,koora live

في أوروبا، تطورت كرة القدم النسائي بسرعة كبيرة من حيث الجودة والشعبية، وأصبحت المنتخبات الوطنية أكثر تنافسية في العقد الماضي. يُعدّ منتخبا بلجيكا وإسبانيا من أبرز المنافسين في بطولة أوروبا للسيدات. ورغم اختلافهما في التاريخ والأسلوب، بلجيكا وإسبانيا ,فقد تطور كلا الفريقين بشكل ملحوظ، ولا يزالان يساهمان في الارتقاء بمستوى كرة القدم النسائية في أوروبا.کورۃ لایف

بلجيكا وإسبانيا

بلجيكا وإسبانيا

منتخب بلجيكا للسيدات (الشعلات الحمراء)

خصائص الفريق:

شهد منتخب بلجيكا للسيدات، أو ببساطة “الشعلات الحمراء”، تحولاً ملحوظاً في السنوات الماضية. لطالما اعتُبرت بلجيكا فريقاً متوسط ​​المستوى، لكنها حسّنت أداءها، لا سيما بعد تأهلها إلى أول بطولة كبرى، وهي بطولة أوروبا للسيدات 2025.

تكمن القوة الرئيسية للفريق في تماسكه وانضباطه التكتيكي وتوازنه. تعتمد بلجيكا بشكل أساسي على هيكل دفاعي قوي وسرعة في الانتقالات، بالإضافة إلى أسلوب ضغط محكم تحت قيادة المدرب إيف سيرنيلز. ورغم أنها لا تتمتع بجاذبية أو تكتيكية تُضاهي أفضل الفرق الأوروبية، إلا أنها ابتكرت أسلوبًا فعالًا يعتمد على تحريك الكرة بذكاء واستغلال المساحات في الهجمات المرتدة.

تميل بلجيكا إلى اللعب بتشكيلات مثل 4-2-3-1 أو 4-3-3، حسب الخصوم. يتميز خط الوسط بالحيوية والنشاط، ويستطيع اللاعبون الدفاع والمساعدة في الهجوم. كما أنها فرق قوية جسديًا وطاقة عالية، مما يجعل اللعب ضدها صعبًا بشكل عام، لا سيما في مباريات الأدوار الإقصائية.

شخصيات بارزة

تيسا ووليرت هي واحدة من أهم اللاعبات في المنتخب البلجيكي. قادت ووليرت الفريق على مدار السنوات القليلة الماضية، كونها مهاجمة غزيرة الإنتاج تتمتع برؤية ثاقبة وقدرة على إنهاء الهجمات. تتمتع بخبرة اللعب مع فرق أوروبية كبرى مثل فولفسبورغ ومانشستر سيتي، وتضيف خبرة دولية وقيادة للفريق. إنها هدافة الفريق على مر العصور، مما يجعلها تلعب دورًا بالغ الأهمية في غرفة الملابس وعلى أرض الملعب.

من بين اللاعبات الرئيسيات، هناك أيضًا “جانيس كايمان”، لاعبة خط وسط متعددة المواهب وذات خبرة واسعة، والتي لعبت أيضًا في الولايات المتحدة وفرنسا، و”نيكي إيفرار”، حارسة المرمى الأساسية التي لعبت دورًا حاسمًا في يورو 2022 بسلسلة من العروض الرائعة.

منتخب إسبانيا للسيدات (لا روخا فيمينينا)

خصائص الفريق

على عكس الأسلوب الإسباني البدني والمنظم لبلجيكا، يركز “منتخب إسبانيا للسيدات” على البراعة الفنية، وكرة القدم القائمة على الاستحواذ، والانسيابية. تُعد إسبانيا من أكثر فرق كرة القدم النسائية رواجًا، نظرًا لاستلهامها من فلسفة فريق الرجال في إسبانيا، وأندية مثل برشلونة.

حققت إسبانيا نجاحًا باهرًا بفضل عملية تطوير المواهب الشابة في أكاديميات الأندية، وخاصةً في نادي برشلونة للسيدات. يعتمد المنتخب الإسباني عادةً على خطة “4-3-3″، مع تفضيل التمريرات القصيرة والتمركز الذكي والضغط العالي. يتميز خط وسطه بالقوة، ولاعباته هنّ من يتحكمن بالإيقاع، ويشكلن خطًا دفاعيًا متماسكًا.

تصدرت إسبانيا عناوين الصحف بعد أدائها في بطولة كأس الأمم الأوروبية للسيدات، وخاصةً بعد فوزها بكأس العالم للسيدات 2025، حيث أثبتت نفسها كواحدة من أفضل الفرق. إنه فريق شاب يتمتع بخبرة ومهارة، يتميز بالإبداع والتنظيم في آن واحد، مما يجعله فريقًا ممتعًا وفعالًا.

شخصيات بارزة

من بين ألمع لاعبات المنتخب الإسباني، يمكن ذكر “أيتانا بونمات“، لاعبة الوسط، التي قورنت حتى بلاعبات عظماء مثل تشافي وإنييستا. تُعرف “بونماتي” بلقب “أفضل لاعبة في أوروبا لعام 2025” بفضل سيطرتها على الكرة، وإدراكها للمساحات، وقدرتها على السيطرة على وسط الملعب، وهي لاعبة كرة قدم قوية وواثقة. كانت ركيزة أساسية في كأس العالم الإسبانية، ولا تزال من صانعات الألعاب.

اللاعبة البارزة الأخرى هي “أليكسيا بوتيلاس“، الحائزة على جائزة الكرة الذهبية مرتين. استبعدت من بعض البطولات الأخيرة بسبب الإصابة، لكن بصفتها قائدة، وصاحبة رؤية، وتهديدًا في خط الهجوم، فهي عضو لا يُقدر بثمن في الفريق عندما تكون في كامل لياقتها. فهي تُضيف الخبرة والبراعة وروح الفوز للفريق.

في الدفاع، تُعتبر “إيرين باريديس” لاعبة ثابتة وقائدة في خط الدفاع، و”ميسا رودريغيز” حارسة مرمى شابة ذات إمكانيات. تكمن قوة إسبانيا في عمقها الدفاعي، وهناك عدد من اللاعبات الموهوبات القادرات على شغل المراكز المهمة.

الخلاصة بلجيكا وإسبانيا

تُعدّ بلجيكا وإسبانيا مثالين مختلفين، لكنهما ناجحان للغاية، في مجال كرة القدم النسائية. فبينما تعتمد بلجيكا على الاستقرار الدفاعي والقيادة المخضرمة المتمثلة في فولايرت، تُبهر إسبانيا الجميع في أسلوبها الاستحواذي ومواهبها الفنية، بما في ذلك بونماتي وبوتيلاس. ومن المرجح أن يلعب كلا الفريقين دورًا رئيسيًا في مستقبل بطولة أوروبا للسيدات التي تكتسب زخمًا تدريجيًا. وسواءً أكانت قوة “الشعلات الحمراء” أم قوة “لا روخا”، فإنهما يُضفيان صلابةً وإثارةً على المشهد الأوروبي.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *